زعيم المعارضة الإسبانية مخاطبا الحكومة بعد استثناء بلاده من عملية "مرحبا": عجلوا بإصلاح العلاقة مع المغرب!
حتى وإن كان سبب استثناء المغرب للموانئ الإسبانية من عملية "مرحبا" الخاصة بعودة الجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى أرض الوطن، بالنسبة للحكومة الإسبانية، هو "ظروف جائحة "كورونا"، فإن الأمر غير ذلك بالنسبة لرئيس الحزب الشعبي وزعيم المعارضة البرلمانية، بابلو كاسادو، الذي يرى أن هذا القرار يمثل انعكاسا للأزمة الدبلوماسية بين البلدين، لذلك دعا، أمس الاثنين، إلى التعجيل بإصلاح العلاقات بينهما.
وخلال مشاركته في لقاء حول موضوع مدينة سبتة بمشاركة رئيس الحكومة المحلية لهذه المدينة ذاتية الحكم، خوان فيفاس، بالعصمة مدريد، طالب كاسادو حكومة بيدرو سانشيز بـ"العمل على تقوية العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب"، داعيا إياها إلى اعتماد سياسة خارجية ناجعة بخصوص الأزمة مع "البلد الجار"، موردا أن الأمر يتعلق "باستعادة مدريد لوزنها في الخارج" كون أن هذا النوع من القضايا "قد يمس بالاحترام الذي يجب أن تحظى به إسبانيا".
وينسجم تعليق كاسادو، الذي أصبح الاسم الأبرز لترؤس النسخة المقبلة من الحكومة الإسبانية في ظل الدعوات المتزايدة لاستقالة الحكومة الاشتراكية الحالية، مع تصريحات سابقة صدرت عنه بخصوص ملف الأزمة مع المغرب، حين حث أمام البرلمان مسؤولي بلاده على العمل على إصلاح العلاقات مع الرباط باعتبارها شريكا أساسيا في عدة مجالات، من بينهما الهجرة ومكافحة التطرف ومنع تهريب المخدرات إلى جانب العديد من القطاعات الاقتصادية على غرار الفلاحة والصيد البحري.
وسبق كاسادو أن توقع انحدار مستوى العلاقة مع المغرب بشكل أكبر بسبب طريقة تدبيرها من لدن حكومة بلاده، لدرجة أن حزبه طالب بإقالة وزيرة الشؤون الخارجية أرانتشا غونزاليس لايا، فيما أكد هو في عدة مناسبات أنه سيُعيد المتانة للروابط التي تجمع المملكتين المجاورتين، حيث تعهد بأن يعيد العمل بتقليد تنظيم الزيارة الخارجية الأولى إلى المغرب، كما وصف دخول زعيم جبهة "البوليساريو" إلى بلاده بواسطة هوية مزورة بـ"الحماقة الكبيرة".
وكانت الخارجية الإسبانية، عبر تصريحات منسوبة لـ"مصدر دبلوماسي" نشرتها وكالة "أوروبا بريس"، قد حاولت الفصل بين الأزمة مع المغرب وبين قرار الرباط عدم برمجة رحلات عبور جاليته من موانئ إقليم الأندلس، مرجعة سبب ذلك إلى "الحذر الشديد الذي يفرضه سياق الجائحة"، لكن عمدة مدينة الجزيرة الخضراء، خوسي إيغناسيو لاندلوس، المستفيد الأكبر اقتصاديا من هذه العملية خلال السنوات الماضية، لم يشاطرها الرأي، حيث أكد أن القرار "كارثي وسيكون له تأثير سلبي كبير على الآلاف من الأشخاص والشركات، إلى جانب الضرر الذي سيطال قطاعات عديدة مثل الفنادق والمطاعم ووكالات الأسفار ومحطات الوقود".